فصل: (الشاهد السابع):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: إظهار الحق (نسخة منقحة)



.(الشاهد الخامس):

وقع في الآية الثالثة عشرة من الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل الثاني لفظ سبع سنين، ووقع في الآية الثانية عشرة من الباب الحادي والعشرين من الكتاب الأول من أخبار الأيام لفظ ثلاث سنين وأحدهما غلط يقينًا، قال آدم كلارك في ذيل عبارة صموئيل: (وقع في كتاب أخبار الأيام ثلاث سنين لا سبع سنين، وكذا في اليونانية وقع ههنا ثلاث سنين، كما وقع في أخبار الأيام، وهذه هي العبارة الصادقة بلا ريب).

.(الشاهد السادس):

وقع في الآية الخامسة والثلاثين من الباب التاسع من الكتاب الأول من أخبار الأيام في النسخة العبرانية (وكان اسم أخته معكاه) والصحيح أن يكون لفظ الزوجة بدل الأخت قال آدم كلارك: (وقع في النسخة العبرانية لفظ الأخت، وفي اليونانية واللاطينية والسريانية لفظ الزوجة وتبع المترجمون هذه التراجم) انتهى كلامه، وههنا جمهور البروتستنت نركوا العبرانية وتبعوا التراجم المذكورة فالتحريف في العبرانية متعين عندهم.

.(الشاهد السابع):

وقع في الآية الثانية من الباب الثاني والعشرين من الكتاب الثاني من أخبار الأيام في النسخة العبرانية: (أخذياه صار سلطانًا وكان ابن اثنتين وأربعين سنة) ولا شك أنه غلط يقينًا لأن أباه يهورام حين موته كان ابن أربعين سنة، وجلس هو على سرير سلطنته بعد موت أبيه متصلًا فلو صح هذا يلزم أن يكون أكبر من أبيه بسنتين، وفي الآية السادسة والعشرين من الباب الثامن من سفر الملوك الثاني: (إنه كان في ذلك الوقت ابن اثنتين وعشرين سنة) قال آدم كلارك في المجلد الثاني من تفسيره ذيل عبارة أخبار الأيام: (وقع في الترجمة السريانية والعربية اثنان وعشرون، وفي بعض النسخ اليونانية عشرون، والغالب أن يكون في العبرانية في الأصل هكذا لكنهم كانوا يكتبون العدد بالحروف، فوقع الميم موضع الكاف، من غلط الكاتب)، ثم قال: (عبارة سفر الملوك الثاني صحيحة، ولا يمكن أن تتطابق العبارتان، وكيف تصح العبارة التي يظهر منها كون الابن أكبر من أبيه بسنتين؟) وفي المجلد الأول من تفسير هورن وكذا في تفسير هنري واسكات أيضًا اعتراف بأنه من غلط الكتاب.

.(الشاهد الثامن):

وقع في الآية التاسعة عشرة من الباب الثامن والعشرين من السفر الثاني من أخبار الأيام في النسخة العبرانية: (الرب قد أذل يهودا بسبب أحاز ملك إسرائيل) ولفظ إسرائيل غلط يقينًا، لأنه كان ملك يهودا لا ملك إسرائيل، ووقع في اليونانية واللاطينية لفظ يهودا فالتحريف في العبرانية.

.(الشاهد التاسع):

وقع في الآية السادسة من الزبور الأربعين: (فتحت أذني) ونقل بولس هذه الجملة في كتابه إلى العبرانيين في الآية الخامسة من الباب العاشر هكذا: (قد هيئت لي جسدًا) فإحدى العبارتين غلط ومحرفة يقينًا، وتحير العلماء المسيحيون فقال جامعو تفسير هنري واسكات: (إن هذا الفرق وقع من غلط الكاتب) وأحد المطلبين صحيح، فجامعو التفسير المذكور اعترفوا بالتحريف، لكنهم توقفوا في نسبته إلى إحدى العبارتين بالتعيين، وقال آدم كلارك في المجلد الثالث من تفسيره ذيل عبارة الزبور: (المتن العبراني المتداول محرف) فنسب التحريف إلى عبارة الزبور، وفي تفسير دوالي ورجرد مينت: (العجب أنه وقع في الترجمة اليونانية وفي الآية الخامسة من الباب العاشر من الكتاب إلى العبرانيين بدل تلك الفقرة هذه الفقرة: قد هيئت لي جسدًا) فهذان المفسران نسبوا التحريف إلى عبارة الإنجيل.

.(الشاهد العاشر):

وقع في الآية الثامنة والعشرين من الزبور المائة والخامس في العبرانية: (هم ما عصوا قوله) وفي اليونانية (هم عصوا قوله) ففي الأول نفي والثانية إثبات، فأحدهما غلط يقينًا، وتحير العلماء المسيحيون ههنا في تفسير هنري واسكات: (لقد طالت المباحثة لأجل هذا الفرق جدًّا وظاهر أنه نشأ إما لزيادة حرف أو لتركه) فجامعو هذا التفسير اعترفوا بالتحريف، لكن ما قدروا على تعيينه.

.(الشاهد الحادي عشر):

وقع في الآية التاسعة من الباب الرابع والعشرين من سفر صموئيل الثاني: (بنو إسرائيل كانوا ثمانمائة ألف رجل شجاع وبنو يهودا خمسمائة ألف رجل شجاع) وفي الآية الخامسة من الباب الحادي والعشرين من سفر الملوك الأول: (فبنو إسرائيل كانوا ألف ألف رجل شجاع، ويهودا كانوا أربعمائة ألف وسبعون ألف رجل شجاع) فإحدى العبارتين ههنا محرفة، قال آدم كلارك في المجلد الثاني من تفسيره ذيل عبارة صوئيل: (لا يمكن صحة العبارتين، وتعيين الصحيحة عسير، والأغلب أنها الأولى، ووقعت في كتب التواريخ من العهد العتيق تحريفات كثيرة بالنسبة إلى المواضع الأخرى، والاجتهاد في التطبيق عبث والأحسن أن يسلم من أول الوهلة الأمر الذي لا قدرة على إنكاره بالظفر، ومصنفو العهد العتيق، وإن كانوا ذوي إلهام لكن الناقلين لم يكونوا كذلك) فهذا المفسر اعترف بالتحريف، لكنه لم يقدر على التعيين واعترف أن التحريفات في كتب التواريخ كثيرة، وأنصف فقال إن الطريق الأسلم تسليم التحريف من أول الوهلة.

.(الشاهد الثاني عشر):

قال المفسر هارسلي في الصفحة 291 من المجلد الأول من تفسيره ذيل الآية الرابعة من الباب الثاني عشر من كتاب القضاة: (لا شبهة أن هذه الآية محرفة).

.(الشاهد الثالث عشر):

وقع في الآية الثامنة من الباب الخامس عشر من سفر صموئيل الثاني لفظ أرم، ولا شك أنه غلط والصحيح لفظ أدوم، وآدم كلارك المفسر حكم أولًا بأنه غلط يقينًا، ثم قال: الأغلب أنه من غلط الكاتب.

.(الشاهد الرابع عشر):

وقع في الآية السابعة من الباب المذكور: (أن أبا سالوم قال للسلطان بعد أربعين سنة) ولفظ الأربعين غلط يقينًا، والصحيح لفظ الأربع. قال آدم كلارك في المجلد الثاني من تفسيره: (لا شبهة أن هذه العبارة محرفة) ثم قال: (أكثر العلماء على أن الأربعين وقع موضع الأربع من غلط الكاتب).

.(الشاهد الخامس عشر):

قال آدم كلارك في المجلد الثاني من تفسيره ذيل الآية الثامنة من الباب الثالث والعشرين من سفر صموئيل الثاني: (قال كني كات في هذه الآية في المتن العبراني ثلاث تحريفات عظيمة) فأقر ههنا بثلاث تحريفات جسيمة.

.(الشاهد السادس عشر):

الآية السادسة من الباب السابع من السفر الأول من أخبار الأيام هكذا: (بنو بنيامين بلع وبكر ويدبع بيل ثلاثة أشخاص) وفي الباب الثامن من السفر المذكور هكذا:
(1) (ولد بنيامين ولده الأكبر بالع والثاني إشبيل والثالث أحْرَح).
(2) (والرابع نوحاه والخامس رافاه) وفي الآية الحادية والعشرين من الباب السادس والأربعين من سفر التكوين هكذا: (نسخة سنة 1848 بنو بنيامين بالع وباخور وإشبل وجيرا ونعمان واحي وروش ومافيم وحوفيم وارد) ففي العبارات الثلاث اختلاف من وجيهن الأول في الأسماء، والثاني في العدد حيث يفهم من الأولى أن أبناء بنيامين ثلاثة، ويفهم من الثانية أنهم خمسة، ويفهم من الثالثة أنهم عشرة، ولما كانت العبارة الأولى والثانية من كتاب واحد يلزم التناقض في كلام مصنف واحد، وهو عزرا النبي عليه السلام، ولا شك أن إحدى العبارات عندهم تكون صادقة، والباقيتين تكونان كاذبتين، وتحير علماء أهل الكتاب فيه واضطروا ونسبوا الخطأ إلى عزرا عليه السلام، قال آدم كلارك ذيل العبارة الأولى: (كتب ههنا لأجل عدم التميز للمصنف ابن الابن موضع الابن وبالعكس، والتطبيق في مثل هذه الاختلافات غير مفيد، وعلماء اليهود يقولون إن عزرا عليه السلام الذي كتب هذا السفر ما كان له علم بأن بعض هؤلاء بنون أن بنو الأبناء، ويقولون أيضًا إن أوراق النسب التي نقل عنها عزرا عليه السلام كان أكثرها ناقصة، ولا بد لنا أن نترك أمثال هذه المعاملات).
فانظر أيها اللبيب ههنا كيف اضطر أهل الكتاب طرًّا سواءٌ كانوا من اليهود أو من المسيحيين، وما وجدوا ملجأ سوى الإقرار بأن ما كتب عزرا عليه السلام غلط، وما حصل له التميز بين الأبناء وأبناء الأبناء فكتب ما كتب، والمفسر لما أيس من التطبيق قال أولًا: (التطبيق في مثل هذه الاختلافات غير مفيد) وقال ثانيًا: (لا بد لنا أن ترك أمثال هذه المعاملات).
(فائدة جليلة) لا بد من التنبيه عليها. اعلم أرشدك اللّه تعالى أن جمهور أهل الكتاب يقولون: إن السفر الأول والثاني من أخبار الأيام صنفها عزرا عليه السلام بإعانة حجّي وزكريا الرسولين عليهما السلام، فعلى هذا، السفران المذكوران اتفق عليهما الأنبياء الثلاثة عليهم السلام، وكتب التواريخ شاهدة بأن حال كتب العهد العتيق قبل حادثة بختنصر كان أبتر، وبعد حادثته ما بقي لها غير الاسم، ولو لم يدون عزرا عليه السلام هذه الكتب مرة أخرى لم توجد في زمانه فضلًا عن الزمان الآخر، وهذا الأمر مسلم عند أهل الكتاب أيضًا في السفر الذي هو منسوب إلى عزرا، وفرقة البروتستنت لا يعترفون بأنه سماوي، لكن مع ذلك الاعتقاد لا تنحط رتبته عن كتب المؤرخين المسيحيين.
عندهم وقع هكذا: (أُحْرِق التوراة وما كان أحد يعلمه، وقيل إن عزرا جمع ما فيه مرة أخرى بإعانة روح القدس) وقال كليمنس اسكندر يانوس: (إن الكتب السماوية ضاعت فألهم عزرا أن يكتبها مرة أخرى): وقال ترتولين: (المشهور أن عزرا كتب مجموع الكتب بعد ما أغار أهل بابل بروشالم) وقال تهيو فلكت: (إن الكتب المقدسة انعدمت رأسًا فأوجدها عزرا مرة أخرى بإلهام) انتهى، وقال جان ملز كاثلك في الصفحة 115 من كتابه الذي طبع في بلدة دربي سنة 1842: (اتفق أهل العلم على أن نسخة التوراة الأصلية وكذا نسخ كتب العهد العتيق ضاعت من أيدي عسكر بختنصر، ولما ظهرت نقولها الصحيحة بواسطة عزرا ضاعت تلك النقول، أيضًا في حادثة أنتيوكس) بقدر الحاجة إذا علمت هذه الأقوال فارجع إلى كلام المفسر المذكور، وأقول يظهر للبيب ههنا سبعة أمور:
(الأمر الأول) أن هذا التوراة المتداول الآن ليس التوراة الذي ألهم به موسى عليه السلام أولًا، ثم بعد انعدامه كتبه عزرا عليه السلام بالإلهام مرة أخرى، وإلا لرجع إليه عزرا عليه السلام، وما خالفه، ونقل على حسبه وما اعتمد على الأوراق الناقصة التي لم يقدر على التمييز بين الغلط والصحيح منها، وإن قالوا إنه هو لكنه أيضًا كان منقولًا عن النسخ الناقصة التي حصلت له، ولم يقدر حين التحرير على التمييز بينها كما لم يقدر ههنا بين الأوراق الناقصة، فقلت على هذا التقدير لا يكون التوراة معتمدًا وإن كان ناقله عزرا عليه السلام.
(الأمر الثاني) أنه إذا غلط عزرا في هذا السفر مع أن الرسولين الآخرين كانا معينين له في تأليف هذا السفر، فيجوز صدور الغلط منه في الكتب الأخر أيضًا، فلا بأس لو أنكر أحد شيئًا من هذه الكتب إذا كان ذلك الشيء مخالفًا للبراهين القطعية أو مصادمًا للبداهة، مثل أن ينكر ما وقع في الباب التاسع عشر من سفر التكوين من أن لوطًا عليه السلام زنى بابنتيه، والعياذ باللّه تعالى، وحملتا من أبيهما وتولد لهما ابنان هما أبو الموابيين والعمانيين، وما وقع في الباب الحادي والعشرين من سفر صموئيل الأول من أن داود عليه السلام زنى بامرأة اوريا، وحملت بالزنا منه، فقتل زوجها بالحيلة وتصرف فيها، وما وقع في الباب الحادي عشر من سفر الملوك الأول أن سليمان عليه السلام ارتد في آخر عمره بترغيب أزواجه، وعبد الأصنام وبنى لها معابد وسقط من نظر اللّه، وأمثال هذه القصص التي تقشعر منها جلود أهل الإيمان ويكذبها البرهان.
(الأمر الثالث) أن الشيء إذا صار محرفًا فليس بضروري أن يزول ذلك التحريف بتوجه النبي الذي بعده، وأن يخبر اللّه تعالى عن المواضع المحرفة ألبتة ولا جرت عليه العادة الإلهية.
(الأمر الرابع) أن علماء البروتستنت ادّعوا أن الأنبياء والحواريين وإن لم يكونوا معصومين عن الذنوب والخطأ والنسيان، لكنهم معصومون في التبليغ والتحرير، فكل شيء بلغوه أو حرروه فهو مصون عن الخطأ والسهو والنسيان، أقول ما ادّعوه لا أصل له من كتبهم وإلا لِمَ صار تحرير عزرا عليه السلام مع كون الرسولين عليهما السلام معينين له غير مصون عن الخطأ؟.
(الأمر الخامس) أنه لا يلهم النبي في بعض الأحيان في بعض الأمور مع كون الإلهام محتاجًا إليه، لأن عزرا عليه السلام لم يلهم مع كونه محتاجًا إلى الإلهام في ذلك الأمر.
(الأمر السادس) أنه ظهر صدق دعوى أهل الإسلام بأنا لا نسلم أن كل ما اندرج في هذه الكتب فهو إلهامي، ومن جانب اللّه، لأن الغلط لا يصلح أن يكون إلهاميًّا ومن جانب اللّه، وهو يوجد في هذه الكتب بلا ريب كما عرفت آنفًا، وفي الشواهد السابقة وستعرف في الشواهد اللاحقة أيضًا إن شاء اللّه تعالى.
(الأمر السابع) أنه إذا لم يكن عزرا عليه السلام مصونًا عن الخطأ في التحرير، فكيف يكون مرقس ولوقا الإنجيليان اللذان ليسا من الحواريين أيضًا مصونين عن الخطأ في التحرير؟ لأن عزرا عليه السلام عند أهل الكتاب نبي ذو إلهام وكان النبيان ذوا إلهام معينين له في التحرير، ومرقس ولوقا ليسا بنبيين ذوي إلهام، بل عندنا متى ويوحنا ليسا كذلك، وإن كان زعم المسيحيين من فرقة البروتستنت بخلافه، وكلام هؤلاء الأربعة الإنجيليين مملوء من الأغلاط والاختلافات الفاحشة.